السلام عليكم ورحمكة الله وبركاته
حتى الكل يستفيد اترككم مع بعض هذه الاحكام في الصيام :
1- حكم القبلة والمعانقة والمباشرة دون الفرج
يعني الرجل يقبل زوجته أو يضمها بمعانقة أو مثل ذلك ولكن لا يجامعها ، فهذا لا يبطل الصوم ، فعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملك لإربه، أي أنه كان يقبل ويباشر لكن كان صلى الله عليه وسلم عنده القدرة أن يفعل هذا ويملك نفسه ان يتوقف عند هذا ولا يجامع فكان يملك شهوته بحيث لا تغلبه فيجامع ، فلا يقبل ويعانق الا من كانت له قدرة أن يملك نفسه بحيث لا يوقعه أو يجره التقبيل والمعانقة الى الجماع أو إنزال المني ، أما اذا كان ممن لو بدأ بتقبيل او اي مباشرة لا يتمالك نفسه حتى يجامع فهذا يسد على نفسه الباب ولا يقبل ولا يعانق ولا يباشر اي نوع من المباشرة
وقال عمر بن الخطاب هششت فقبلت وأنا صائم فقلت يا رسول الله صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وأنا صائم قال أرأيت لو مضمضت من الماء وأنت صائم ، سنن ابي داود – صححه الالباني
يعني معنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أنه لا بأس بالمضمضة في الصيام فكذلك القبلة في الصيام ، حيث أن المضمضة مقدمة لشرب الماء ولكن لو فعلتها في الصيام فأنا لم أشرب الماء وبالتالي لم يبطل صومي ، وكذلك القبلة مقدمة للجماع ولكن لو فعلتها هي فقط في صيامي لم يبطل الصوم ، وسبحان الله هنا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم حكم التقبيل في نهار رمضان وعلمنا كذلك قاعدة القياس والحاق الشبيه بالشبيه وهذه فائدة عظيمة من الحديث غير الحكم الأصلي الذي نتحدث عنه.
ولكن أكرر التنبيه اذا خشي على نفسه إنزال المني بهذه القبلة أو فوران الشهوة الى أن توقعه في الجماع فعليه أن يمتنع ويتأكد هذا التنبيه لمن تزوج قبل رمضان مباشرة أو كان غائب مسافر بعيد عن أهله وعاد في رمضان أو مثل هذه المواقف التي قد يعرضه مجرد التقبيل لإنزال المني أو قيادته الى الجماع بأن يمتنع عنه أثناء الصيام أفضل ، وهذا ما أشارت اليه عائشة رضي الله عنها وهي تنقل جواز التقبيل.
وكذلك ذكر في سنن أبي داود عن أبي هريرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم فرخص له وأتاه آخر فسأله فنهاه فإذا الذي رخص له شيخ والذي نهاه شاب. قال الشيخ الألباني : حسن صحيح سند الحديث
على أساس أن الغالب في الكبير بالسن فتور الشهوة والغالب في الشاب الصغير فوران الشهو وهذا يدلنا الى أن الأمر يعتمد على حال من سيباشر ويقبل ، وليس معنى ذلك أن العبرة الوحيدة بالسن.
2- الإستمناء أثناء الصوم
الاستمناء هو طلب خروج المني بوسيلة ما كاليد مثلا والصحيح أنه طبها حرام ولا يحل سواء في رمضان أو غيره ، لأن الله تعالى قال (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) ولم يقل وليستمن الذين لا يجدون نكاح فلو كان هو وسيلة مشروعة يتصبر بها الغير متزوج لكانت أولى بالذكر في الآية أو في كلام النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع منكم فعليه بالصوم فإنه له وجاء، فقد أمرهم بالتصبر والوقاية بالصوم ولم يقل فعليه بالاستمناء ، فلا يدعي أحد حل الاستمناء بدعوى الوقاية من الزنا.
وكذلك هو يسبب آثار سلبية كثيرة صحية ونفسية ويؤثر سلبا على المعاشرة الزوجية بشكل طبيعي بعد الزواج ، وهذا من باب زياد الفائدة أو الاجتهاد في بعض الحكم من تحريمه ولكن ان لم يكن يسبب حتى ضرر بدني وصحي فكان يكفينا بمنعه أن الله حرمه، ولكنه بالفعل يسبب أضرار كثيرة.
واستدل الإمام الشافعي على حرمته بقول الله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَإِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَفَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)
أما تأثير الاستمناء على الصيام ، قال الأئمة الأربعة وغيرهم أنه لو أنزل بالاستمناء فقد فسد صومه ، واستدلوا بالحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال عن الصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به، وهذا لم يترك شهوته ولم يدعها بل طلبها ، ولكنه ليس في حكم الجماع ، أي عليه قضاء اليوم وليس عليه كفارة الجماع في نهار رمضان.
ولكن لو فكر فقط فأمنى بمجرد التفكير ، يعني لم يباشر ولا يجامع ولكنه أمنى بدون شهوة فهنا لم يفسد صومه لأنه لم يطلب نزول المني وخروج شهوته وانما خرجت دون سيطرة منه بمجرد تفكيره فهو حديث نفس لا يؤاخذ عليه
أما إذا باشر أو فكر فأنزل مذيا ولم ينزل منيا فصيامه صحيح على قول ابن تيمية وابو حنيفة وكذلك اختاره ابن عثيمين وقال الحجة فيه عدم الحجة لأن المذي ليس هو خروج الشهوة ولا يخرجها انما الشهوة خروج المني ، فقال ابن عثيمين دليل أنه لا يبطل الصوم هو عدم وجود دليل على أنه من مبطلات الصوم
وهناك خلاف في هذه المسألة فعلى الصائم أن يتحاشى هذا الأمر قدر الإمكان لأن على المسلم أن يتحرى تقديم عبادته على أكمل وجه والحصول بها على أعلى أجر والحفاظ عليها مما قد يشكك فيها أو ينقص من أجرها ، فليست القضية فقط أن أعرف ما الذي يبطلها ويحفظ صحتها وانما علينا أن نتحرى القبول والحصول على كمالها وطلب أعلى أجر فيها بإذن الله تعالى.
يعني لو أن الإنسان في صيامه جلس أمام التلفاز والمسلسلات فينزل مذيا من المشاهدة ، أو كما سألت أخت مرة
3- هل حرام أن العب (البلاي ستيشن) أو العاب الكمبيوتر بشكل عام أثناء الصيام ، فلا أستطيع أن اجيبها بأن هذا مبطل للصيام وعليها قضاء ، ولكن فرق كبير بين الاتيان بأركان العبادة وتجنب مبطلاتها ونواقض صحتها بعد دراسة فقهها ، وبين قبول العمل عند الله عز وجل وحصول الأجر به ، وهو أمر لا يستطيع أحد الحكم على حدوثه من عدمه ولكن ما لنا هو السعي لهذا ولن يكون الا بشدة تحري سلامة الصيام ويكون بالإحساس أنه عبادة وأن استفيد فوائدها في الدنيا قبل الآخرة ، فكيف أكون في عباد وأقضي وقتها على العاب الكمبيوتر ، اذا كنت أقول لا يحق لمسلم ولا ينبغي له ضياع ثانية من وقته عامة فكيف بضياع وقت صيامه؟
وهي نفس مسألة المتبرجة هل صيامها صحيح؟ نعم ما أقدر أقول أن عليها قضاء لأن الصيام عبادة مستقلة والصلاة عبادة مستقلة ، لا تبطل بوجود المعاصي ، ولكنها ينطبق عليها الكلام السابق ، لا نقول ببطلان الصيام ولكن فرق بين الصحة وبين القبول ، فنحن نعرف الصحة من الادلة في الكتاب والسنة وهذا هو الموجود في كتب الفقه ، وانما مسألة القبول والأجور علمها عند ربي وعلينا الاجتهاد لها.
إذا أصبح جنبا من جماع حدث قبل الفجر ولم يغتسل منه فصيامه صحيح ، فقد وجب عليه الغسل لصلاة الفجر وانما صيامه تحقق ولو طلع الفجر وهو لم يغتسل بعد وكذلك الحائض والنفساء اذا انقطع عنها الدم قبل الفجر ونوت الصيام ولكنها لم تغتسل الا بعد الفجر فصيامها صحيح
هذا واسئل الله العلي التوفيق